الوزارات تخرَّق التعليمات البيئة مصفى الدورة.. سَمَّ قاتل وسط بغداد ودعوات لنقله خارج أسوار العاصمة
22-يناير-2022

تعاني العاصمة العراقية بغداد من مشاكل بيئية متعددة لكنها ازدادت في السنوات الأخيرة مع عدم وجود حلول تذكر لها من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة التي انشغلت بشكل كبير بملفات أمنية واقتصادية وأزمات سياسية، أُهمل معها هذا الموضوع الحيوي بشكل كبير.
فالغازات السامة التي تنبعث من محطات الكهرباء ومصفى الدورة وغيرها من المنشآت الصناعية التي أصبحت بعد التوسع السكاني داخل التصميم الأساسي للعاصمة، تمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة وحياة الآلاف من البغداديين لكونها أصبحت على مقربة من مساكنهم ومطاعمهم وحياتهم اليومية.
وبالتزامن مع الغازات الصادرة من هذه المنشآت الحيوية، ما يقوم به المواطنون يومياً من حرق النفايات للتخلص منها خصوصاً في أطراف العاصمة وبكميات كبيرة يمثل مشكلة كبيرة تحتاج إلى قرار جاد من الحكومة الحالية لتنفيذ وعود الحكومات السابقة بإنشاء معامل لتدوير النفايات تضمن تحويلها إلى أشياء مفيدة وغير ضارة بالبيئة فضلا عن إجراء ضروري إزاء نقل مصفى الدورة.
ويسبب مصفى الدورة النفطي جنوبي بغداد، انتشار "بعض الروائح" بين فترة وأخرى في أجواء العاصمة، بحسب دائرة حماية وتحسين بيئة الوسط والتي أكدت الروائح التي تنتشر مراراً في أجواء بغداد ناجمة عن الانبعاثات الناتجة عن الحرق غير الكامل لانتاج المشتقات النفطية في مصفى الدورة التابع الى وزارة النفط.
بدورها، دعت لجنة الصحة البرلمانية السابقة إلى إجراءات جدية للحد من التلوث الذي تعيشه العاصمة تتضمن أبرزها نقل مصفى الدورة إلى خارج العاصمة.
وقالت عضو اللجنة السابقة سهام موسى، إن "المحافظة على البيئة ومراقبة المصانع التي تخالف الشروط الصحية والبيئية هي من اختصاص وزارة البيئة التي دمجت بوزارة الصحة".
وتشدد موسى "على ضرورة قيام وزارة النفط بنقل مصفى الدورة إلى خارج حدود العاصمة للحفاظ على البيئة لكونها مصدرا للتلوث"، متهمة جميع الوزارات في العراق بخرق التعليمات والشروط البيئة الموضوعة من قبل الجهات الصحية والبيئية.
من جانبه، يقول الأستاذ في كلية العلوم قسم علوم الجو إن مصفى الدورة وكذلك محطة جنوب بغداد جميعها أُنشئت في خمسينيات القرن الماضي، وفي تلك الفترة كانت خارج الحدود الإدارية لمدينة بغداد وبعيدة عن مركز المدينة وتنسجم مع ضوابط الأثر البيئي في ذلك الوقت، مبيناً "أن زيادة عدد السكان وتوسع العاصمة وزيادة المنطقة الحضرية جعلها وسط المدينة، ما جعلها أحد مصادر تلوث الهواء في هذه المناطق وخاصة جنوب العاصمة".
وتعد محطة كهرباء الدورة الحرارية من أكثر المحطات تلوثاً، مقارنة بمصفى الدورة ومحطة جنوب بغداد، وفق فتاح الذي بين أن الانبعاثات من هذه المحطات يؤثر بشكل كبير على قطر دائرة تبلغ 5000 متر ضمن مركز المحطة، حيث يؤدي إلى جعل الغازات الملوثة في هذه المنطقة خارج الحدود المسموح بها من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والبيئة.